2007-11-09 • فتوى رقم 23977
أنا شاب عمري 28 أمي وأبي منفصلين منذ 10 سنوات، وأنا تزوجت منذ 4سنوات تشاجرت مع أمي لسبب تافه، وأنا لم أكن مرتاحاً معها، وغير راض عن سلوكها، واصرت على عدم حضور زفافي، وكانت تريدني أن أطلق زوجتي، وأنا حتى الآن لا تكلمني، ولا أكلمها، وهي كثيرة الغضب علي وعلى إخوتي، وقد رزقت طفلاً ولم تره، وبصراحة أمي تحب المشاكل، وهي تحاول دائماً أن تخرب علي حياتي، وفعلت بي أشياء لا تطاق (وكثرة القسى يقسي القلب)، أرجو تفهمكم، ما الحكم في هذا وماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأمك قدر إمكانك وتحاول برها بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئاً مثلها أو أكثر منها، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت:8(، فعليك أن تسع في بر أمك وكسب رضاها فأنت الفائز في ذلك ففي بر الوالدين سعادة الدارين، حتى ولو كان سبب القطيعة منها فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم.
ويحرم عليك ترك كلامها ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) أخرجه البخاري، ولا شك أن أمك ستتغير معك إن عاملتها بالحسنى وداومت على ذلك، وأوصيك بكثرت الدعاء له بالهداية في جوف الليل، فإن الله تعالى هو مقلب القلوب ومغير أحوالها، أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.