2007-11-09 • فتوى رقم 23978
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: أنا عندي عادة سيئة، وهي أنني كلما جلست مع أحد من أقاربي أشكوا إليه من حمايا وهو خالي في الوقت نفسه من سوء المعاملة، مع أني أتقرب اليه بقدر المستطاع من أجل صلة الرحم، وأظل أتحدث عنه بصراحة لخالتي عند زيارتي لها وغيرها من صديقاتي، فأخشى أن يكون ذلك من باب النميمة أو الغيبة، فهل أمنع نفسي من زيارة خالتي وأقاربي منعا من الغيبة، وأكتفي بالسؤال عليهم بالتلفون خاصة وأنا أيضا مقاطعة كل أبناء خالي، وهم أخوان وأخوات زوجي لشدة كراهيتهم لي فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى:«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» ((النساء: من الآية1)) وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري.
وعليك أن تحسني إليهم كلما التقيت بهم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولو بالسلام عليهم، ولك أن تبتعدي في حديثك معهم عن المواضيع المثيرة للجدل، واجعلي صلتك بهم قليلة في حدودها الدنيا توقيا لأذاهم، وادعو لهم بالصلاح، واجتنبي مع صلة الرحم الغيبة فإنها من الذنوب العظيمة عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.