2007-11-10 • فتوى رقم 24004
اريد ان اكذب على حبيبتي بأن اقول لها رأيت النبي محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) في منامي وبارك لنا في تقرير زواجنا لاننا اصبنا في عيون الحاسدين لان كلتينا متدينين والحمد لله ... و لهذا اريد ان اقربها مني ومن الله مرة اخرى لانني اعرف انها تحب سيدنا محمد كما احبه انا وسؤالي هو هل أأثم على هذه الكذبة علما انها في اصلاح بين نفسين مؤمنين .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الكذب من الكبائر، ولا شك أن الذنوب تتفاوت ؛ فبعضها أشنع من بعض ، ومن أشنع الكذب ما تعلّق بالغيبيات كالكذب في ادّعاء الرؤى الصالحة، و لذلك استحق من وقع في ذلك الوعيد الشديد بالعذاب يوم القيامة .
روى البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ) .
قال الإمام المناوي رحمه الله شارحاً هذا الحديث الشريف في فيض القدير: (من تحلَّم) بالتشديد أي تكلف الحلم بأن زعم أنه حلم حُلماً؛ أي: رأى رؤيا في حال كونه(كاذبا) في دعواه أنه رأى ذلك في منامه، (كُلِّف) بضم الكاف وشد اللام المكسورة (يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين) بكسر العين تثنية شعيرة (و لن) يقدر أن (يعقد بينهما) لأن اتصال إحداهما بالأخرى غير ممكن عادةً فهو يعذب حتى يفعل ذلك، ولا يمكنه فعله، فكأنه يقول: يكلف ما لا يستطيعه فيعذب عليه؛ فهو كناية عن تعذيبه على الدوام اهـ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.