2007-11-10 • فتوى رقم 24052
السلام عليكم
كيف نعرف الوقت الذي ينزل فيه المولى عز وجل لقبول الدعاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فروى الإمام أحمد رضي الله عنه في مسند أبي هريرة رضي الله عنه:((قَالَ: لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ وَلأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جَلَّ وَعَزَّ فَقَالَ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَه».
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة). أخرجه أبو داود والترمذي، ومعنى ما بين الأذان والإقامة أي بين أن يؤذن المؤذن للصلاة، ثم يقيم الصلاة بعد الأذان بدقائق قليلة.
وفي الحقيقة يرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات أيضاً، إذ وقت السّحر وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوّشات، ويوم عرفة ويوم الجمعة وقت اجتماع الهمم وتعاون القلوب على استدرار رحمة اللّه عزّ وجلّ، فهذا أحد أسباب شرف الأوقات سوى ما فيها من أسرار لا يطّلع البشر عليها.
ومن الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء حين الصوم، فقد جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:(الصائم لا ترد دعوته) رواه الترمذي وابن ماجه.
وحالة السّجود أيضاً أجدر بالإجابة، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربّه عزّ وجلّ وهو ساجد، فأكثروا الدّعاء» أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.