2007-11-11 • فتوى رقم 24059
توفيت الأم وهي مسلمة، أبوها وأمها وزوجها توفوا قبلها، ولها 6 أولاد منهم 3 ذكور و3 إناث كلهم مسلمون على قيد الحياة، بعضهم يعيش بفرنسا والبعض الآخر بالجزائر.
تركت هذه الأم أموالا نقدية وصندوقا يحتوي على حلي في البنوك الفرنسية، وبيت مؤثث بالجزائر.
استولى الإناث على ما كانت تلبسه أمهن من حلي مع ما تركته من لباس، ومستلزمات منزليةأخرى ثمينة قبل وفاتها بيومين وهي في سكرات الموت دون علمها أو رضاها بذلك، وفي غياب الإخوة الذكور مدّعيات بأن الذهب والمستلزمات المنزلية من حق الإناث وحدهن وليست من حق الذكور.
رفض الإناث الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية وتقسيم الأموال والحلي المتبقية في البنوك الفرنسية حسب الفريضة الشرعية وأصررن على أن تقسم بالتساوي مع الذكور واستغللن القضاء الفرنسي الذي يوافق رغباتهن بخلاف الشريعة الإسلامية، دون مراعاة لما فرضه الله سبحانه وتعالى من حقوق بين الذكر والأنثى رغم اعتراضات الأخ البكر لدى البنوك الفرنسية، وإصراره على الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية لكن دون جدوى.
ولتنفيذ مبتغاهن قمن بتعيين موثق فرنسي الذي تسلم بدوره الأموال من البنوك وقسّمها بالتساوي على الورثة، ولازلن يرفضن إعادة ما زاد على نصيبهن لإخوتهن بعد مرور أكثر من عام على وفاة الأم، فترتب من كل ذلك أكل للمال بغير وجه حق وقطع للرّحم وعداوة وبغض بين الورثة.
شيخنا الفاضل، نرجو منكم أن ترشدونا يرحمكم الله، وتبينوا لنا حكم الشرع فيما جرى إقامةً للحجة وإبراءً للذمة أمام الله تعالى، عساه يصلح بكم أمرنا وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فنصيب الأولاد شرعا -ما داموا كلهم من المسلمين، والمروث مسلم ايضا- أن يقسم بينهم للذكر مثل الأنثيين، لقوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ) (النساء:11) ولا يحق للإناث أن يأخذن أكثر من حقهن إلا برضا أصحاب الحق في ذلك (بقية الورثة)، هذا هو حكم الله تعالى العليم الخبير، وأندب جميع الورثة إلى الالتزام بأحكام الله تعالى، قبل يوم لادرهم فيه ولا دينار، وأدعوهم مع ذلك إلى التسامح والتراضي، فخيرهم من يسامح لا من يحاسب، توثيقا لصلة الرحم التي أمر الله تعالى بها، وأسأل الله تعالى أن يجمع أمركم ويهديكم للالتزام بأحكامه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.