2007-11-12 • فتوى رقم 24116
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تواصلت مع شاب عن طريق النت، وتكلمنا فيما هو محرم عن أمور الجنس حتى أنه تصور أني معه علي الفراش، وبدأ يقول لي ما يتخيله بالوصف الدقيق، وقام بتوجيه الكلام لي بأن أقوم بخلع هذا، ولمس ذاك بمعني آخر أننا لو فعلاً كنا معا لكان زنا حقيقي، وبعد ذلك قال لي أني زوجته وأنه قد تزوجني بذلك، مع العلم أننا لا نعرف بعض نهائياً إلا عن طريق التحدث على الشات ينتابني تفكير أن هذا زواج، فما رأي الدين أثابكم الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، وما فعلتماه من الذنوب والآثام وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وهو وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، فعليكما قطع العلاقة المحرمة بينكما فوراً، مع التصميم على عدم العود، والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وما جرى بينكما لا يعتبر زواجاً، وله إن أراد أن يخطبك الخطبة المشروعة ثم تتزوجان فيحل لكما ما يحل للزوجين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.