2007-11-21 • فتوى رقم 24379
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله و صحبه وسلم
أما بعد: سيدي إن لي صديقاً يبلغ من العمر 26 عاما، مسلم والحمد لله... وهو غير متزوج، هذا الصديق قد اقترف إثم الزنا حيث إنه قد اجتمع بسيدة متزوجة في بيتها خلال غياب زوجها عن البيت، وقد اجتمع بها مرة واحدة ومارس معها الرذيلة خلال تلك المرة مرتين، وخلال عودته ندم ندما شديدا على فعلته، واغتسل وتطهر وبدأ فى الاستقامة والصلاة والبكاء الشديد والندم الشديد على فعلته، وعاهد الله في صلاته على ألا يعود لهذا الذنب أبدا إن شاء الله، الاسئلة التالية أتمنى أن تجيبه عليها:
1- أنه يريد الذهاب لعمل عمرة في المولد النبوى القادم في الأراضي السعودية، علما أنه من مصر، ولديه إصرار على أن يقدم نفسه للقضاء السعودي؛ لأنهم يطبقون هناك الحد وهو الجلد 100 جلدة، وهذا لا يطبق في مصر، حيث إنه يريد أن يلقى الله وهو قد أخذ عذابه في الدنيا، فيلقى الله طاهراً فهل يجوز ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعله صديقك من أكبر الكبائر، ومن المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم، فعليه الآن ستر نفسه، وعدم إخبار أحد بما كان منه، مع المبادرة إلى التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، والإكثر من الاستغفار.
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فليس عليه أن يقدم نفسه للقضاء بل ليستر نفسه وربه هو الغفور الرحيم بعد التوبة الصادقة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.