2007-11-21 • فتوى رقم 24381
لقد أمتنع صديقي ذلك عن كل الفتيات اللاتي كان يصادقهن من خلال العمل أو الدراسة ولكنهن يأبين ذلك، ويردن أن يعرفن ما السبب فى ابتعاده المفاجئ، فهل يصادقهن صداقة بريئة أم يمتنع تماما، ويصر على الابتعاد التام عن كل الفتيات؟
صديقى يحاوطه الندم الشديد على فعلته، ويعلم أن زوج الإنسانة التى فحش بها سوف يأخذ من حسناته ويقتص منه يوم القيامة وأنه سوف يرفع راية بيضاء مكتوبا عليها هذا ذنبي ضد فلان وتكون فضيحة له على الاشهاد، فلذلك هو يقوم بالدعاء في صلاته أن يأخذ الله من حسناته ويعطيها لهذا الزوج وأن يأخذ الله من سيئات الزوج ويضيفها على سيئاته... حتى يرضى ذلك الزوج وينسيه الله الذنب الذي فعله به وبعرضه... كما أنه قرر أنه سوف تكون كل صدقة أو حسنة يفعلها يقول هي عن فلان (أي الزوج الذى يعرف اسمه)، وقرر أيضا أن يقوم بذبح أضحية في العيد ويوزعها كلها على الفقراء أيضا عن الزوج... وأن يعتمر له وهو حي خلال عمرته... فهل كل ذلك جائز؟ (أرجو تفصيل ما هو جائز وما هو غير جائز حتى يتسنى له فعله من عدمه).
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
_ فعلى صديقك هذا أن يستمر في قطع علاقته بالنساء الأجنيات عنه إرضاءً لله تعالى، ولا يلتفت إلى سخطهن، بل عليه أن يعلمهن بأنه ترك صداقتهن إرضاءً لله تعالى، وأحكام الله تعالى مقدمة على أهواء المخلوقين.
_ بعد أن يتوب صديقك ويندم ويستغفر ويكثر من فعل الصالحات ويحقق شروط التوبة النصوح، فإن الله تعالى سيقبل توبته إن شاء الله تعالى، ويستره يوم القيامة إن شاء الله تعالى، فعليه أن يسأل الله الغفران والسلامة، وأن يدخله الجنة ويضاعف من حسناته ويدفع عنه السيئات، فذلك خير من أن يسأله سيئات ذلك الزوج.
_ لصديقك أن يفعل الخيرات ويهب ثوابها لذلك الزوج، ولن ينقص من أجر صديقك شيئً إن شاء الله تعالى، وله أن يعتمر عن الزوج أيضاً بعد أن يعتمر عن نفسه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.