2007-11-26 • فتوى رقم 24523
إذا تاب الشخص، وأراد أن يفعل أعمالاً حسنة يأخذ منها أكثر حسنات، حتى يكفر عن أعمالة السيئة, فما هي أعظم الأعمال التي يفعلها حتى يحصل على أعلى حسنات؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لهذا الشخص توبته إلى الله تعالى، إذ أن باب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70] والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ثم إذا كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ثم إن أفضل الأعمال التي تنجي من عذاب الله أداء ما افترض وترك ما حرم، إذ إن الفرائض هي أعظم ما يقوم به العبد كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) أخرجه البخاري.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.