2007-11-27 • فتوى رقم 24624
أبي دائما يشتكي مني في أني أريد أن أضع التلفاز على القنوات الدينية، يغضب غضب شديد، فهل على أي ذنب في إغضابه؟
هل وجود الخمر فى البيت فأبي للأسف يشرب، فهل علينا ذنب علما باننا نصلي وأمي أيضا تصلي لكن هي التي تحمل كاس الخمر وتغسله ألا يكون علينا ذنب ما الحكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تتجنبي إغضاب والدك قدر الإمكان، وتسعي في بره وكسب رضاه جهد الاستطاعة، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، و إلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت:8(.
وعليكم أن تنصحوا والدك بحكمة وأدب بأن يقلع عن شرب الخمر أم الخبائث، وينتهي عنها، فشربها من كبائر الذنوب، الذي إذا وصل إلى الحاكم المسلم فيجلد الشارب ثمانين جلدة عقوبة له، وردعاً له عن ارتكابها مرة أخرى، كرروا نصحه كلما سمحت الفرصة، وأكثروا من الدعاء له بالهداية، ولا تعاونوه على شيء يتصل بالخمر، واعتذروا عن ذلك بلطف، ولا تكلفون أكثر من ذلك أسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.