2007-11-30 • فتوى رقم 24728
السلام عليكم
فضيلة الشيخ: إنني شاب في أواخر العشرينات من العمر، جعلني الله الثالث بين إخوتي ولدي فتاتين يكبراني و أخ يصغرني، و لقد تركنا أبانا و تزوج من أخرى، ونحن في أواسط أعمارنا في مراحل دراسية مختلفة وبالتالي أصبحت أنا رجل الأسرة، و اعتمادهم كله في أي شيء لتسهيل مهام حياتهم، المهم كي لا أطيل عليكم، الفتاتان اللتان يكبراني الأولى عندها 32 عام، والثانية 29 عام، وحتى الآن لم يتقدم أحد لخطبتهما، وأنا أعاني من الشهوة الشديدة وأحاول أن أغض بصري، ولكن تقتلني شهوتي، وحينما قررت الزواج، وقفت ضدي أمي وقالت: تريد أن تتزوج قبل البنات؟ وامتنعت عن الموضوع حتى لا أغضب أمي، والآن تحاوطني الفتن من كل الجهات، وأنا قد اقترفت الإثم، وعدت وندمت، والآن على بعد خطوة منه، ماذا أفعل، بالله عليك أنا في حيرة من أمري، الرغبة تقتلني ولا أريد الرجوع للهاوية وأحاول الاقتراب من الله، ولا أخطئ أيضاً في حق أمي وإخوتي؟
اللهم فرج كربي .. آمين، أسألك الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأبارك لك أولاً حرصك على بر أمك وعدم إغضابها ففي ذلك سعادة الدارين إن شاء الله تعالى، وأبارك لك أيضاً قيامك بأمور أسرتك فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وأنصحك بعد ذلك في أن تعيد استئذان والدتك في الزواج، وتحاول استرضائها لذلك، وتتبع في ذلك الحكمة والقول الحسن، وتتوسط _إن اقتضى الأمر أختيك_ وتغتنم لذلك أوقات الراحة، وتدعو الله تعالى أن يعينك على قضاء حاجتك، فإن رضيت فبها، وإلا فإن خفت الوقوع في المحرمات فلك أن تتزوج ولو لم توافق أمك؛ لأن تعنتها في منعك لا مبرر له، وعليك بعد ذلك أن تحرص على رضاها وبرها جهد استطاعتك، وأرشدك إلى البعد عن أسباب المعصية، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وغض البصر، والإكثار من الصوم فإنه وجاء من الوقوع في الحرام إن شاء الله تعالى، أسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأمر المسلمين كلهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.