2007-12-06 • فتوى رقم 24916
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نسكن في بريطانيا، قام زوجي بوضع إعلان في إحدى الجرائد لبيع سيارته.
اتصلت به إحدى الشركات المالية وأبدت استعدادها لشراء السيارة بالمبلغ المطلوب كاش.
فطلب منهم زوجي إتمام العملية، فقالوا له: لا نشتري منك السيارة مباشرة، لكن الناس الراغبين في شرائها يتصلون بنا ثم يأخذون السيارة منك، ونحن ندفع لك المبلغ كاملا، والذي أخذ السيارة يدفع لنا بالتقسيط لمدة معينة زائد مبلغ آخر مقابل ذلك، أي أنهم يشترون من زوجي السيارة بالمبلغ الذي طلبه في الجريدة وهو ثمانية آلاف, ويبيعونها بالتقسيط بعشرة آلاف.
هم لم يصرحوا بنيتهم إلا بعد أن طلب زوجي التوضيح.
ثم قام زوجي بالموافقة على ذلك ودفع مبلغاً معيناً لإتمام العملية وقالوا له أن هذا المبلغ سيرجع لك بعد البيع.
المهم أنه لحد الآن لم يتصل بزوجي أي مشتري للسيارة.
السؤال هو: هل يعتبر زوجي آثما لموافقته على العملية رغم أنه سيبيع سيارته، ولا يتحصل على أي مبلغ زيادة.
لكنه يعلم أن الشركة المالية ستبيعها بالربا؟
بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كانت الشركة هي التي تشتري السيارة وتدفع ثمنها للبائع (زوجك)، ثم تبيعها للزبائن بالتقسيط بثمن أعلى، ولا تشترط عليهم أي زيادة بعد ذلك إذا تأخروا في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك، وهذه الطريقة مباحة شرعاً.
أما إذا كان المشتري هو الزبون، والشركة تقرضه الثمن قرضاً بفائدة ليسدده على أقساط، أو تشترط عليه زيادة في الفائدة إذا تأخر في السداد فلا يجوز شرعاً الشراء بهذه الطريقة.
وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].، وعلى زوجك أن يتبين الطريقة التي تتعامل بها هذه الشركة فيبيعها السيارة إن كانت تتبع الطريقة المشروعة، ويمتنع عن بيعها لها إن كانت تتبع الطريقة المحرمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.