2007-12-09 • فتوى رقم 25029
سلام عليكم
عندي سؤال محير، وأنا أتمنى أن تجبني من ناحية الشرع، ومن ناحية شخصية، يعني أريد رأيك يا شيخ أرجوك.
أنا أختي تزوجت من ابن خالتي (والدته خالتي وأباه ابن عمتي) وأخاه الأخر يريد الزواج مني، وهو رجل طيب وخلوق وذا دين وحسن العشرة، يصغرني 4 سنوات، ما رأي الشرع؟ وما رأيك أنت ياشيخ؟
مع الإشارة إلى أن أهلي يقولون ليس جيداً الزواج من الأقارب، أمراض وغير ذلك موت أحد الأزواج.
فارجو الأيضاح سريعا
ماذا تنصحني؟؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزواج من الأقارب غير المحارم مباح شرعا، إلا ما حرمه الله تعالى في قوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ [النساء:23].
فسوى من ذكر من الأقارب مباح الزواج منهن، كبنات العم أو بنات الخال أو غيرهم، قال تعالى: ﴿وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ﴾ [النساء:24].
ولكن كره بعض العلماء الزواج من الأقارب؛ مخافة ظهور بعض الأمراض الوراثية في الأولاد، ولأن النكاح قد يفضي إلى الطلاق، وإذا كان في القرابة فإنه في الأغلب يفضي إلى قطيعة الرحم.
وأرى أن تستخيري الله تعالى فهو ييسر لك مافيه الخير، فالله تعالى هو علام الغيوب.
وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، ( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضاً ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.