2007-12-10 • فتوى رقم 25082
السلام عليكم
أنا شاب في عمري 23 سنة, حين كنت صغيراً اغتصبني ابن عمي، حين وصلت السن 16 أردت أن أفعل كما فعل لي، وقبض علي رجال الشرطة، وحكموا علي بـ 6 أشهر، ديال الحبس التي قضيتها. فماذا علي?
وشكراً يا شيخ، فإني لا أقدر أعيش بهذا لوحدي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد سبق وأجبتك على هذا السؤال برقم (24805)، واعيد لك الجواب ثانية:
فاللواط محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما عليك الآن بعد أن زلت بك قدمك إليه سابقاً إلا أن تبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد توبته.
وعليك أن الإكثار من الدعاء، وعمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليك بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.