2007-12-11 • فتوى رقم 25107
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا امرأة ملتزمة ومتزوجة من رجل مسلم، ولكن لا يصلي إلا صلاة الجمعة أو في رمضان (هداه الله وغفر له) وهذه الأيام الأخيرة لاحظت و اكتشفت أنه يزور مواقع إباحية على النت، وحتى أني لاحظت من دون أن يشعر هو أنه على جنابة، وفي ذلك اليوم أنا كنت عند أهلي، ولا أعلم إذا كانت هذه الجنابة هي نتيجة العادة السرية نتيجة مشاهدته تلك المواقع، أو أنه قام بعمل ذلك الفعل مع أي امرأة فاسقة مباشرة في النت، فلم أجرؤ على إخباره بأنني على علم بذلك أرجو أن تدلونني على حكم الدين في التعامل مع هذا النوع من الرجال ومن فضلكم لا تهملوا سؤالي هذا لأنني لا أريد أن أخسر بيتي وأفرق أولادي عن أبيهم.
أرجو منكم الرد فليس لي من بعد الله سبحانه وتعالى إلا أنتم يا أيها الدعاة الفضلاء
و جزاكم الله خيرا على المجهود الذي تبذلونه من أجل الإسلام.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوجين ولا لغيرهما رؤية الأفلام الخليعة؛ لأن ذلك يؤدي إلى فساد الأخلاق، وهو ممنوع شرعا، ومفسدة للمجتمع.
والأضرار التي تنتج عن مشاهدتها كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الأفلام والصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع... والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك أن تنصحي زوجك في أوقات الراحة، وأن تبيني ذلك له بحكمة ولطف ولين، وأوصيك بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل؛ فإنها ساعة إجابة إن شاء الله تعالى، أسأل الله تعالى له الهداية العاجلة، وأن يكسبك أجر التسبب فيها وأسأله تعالى أن يجنبكما المعاصي، وأن يوفقكما لما يحبه الله تعالى ورسوله، ويرزقكما حياة سعيدة مستقرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.