2007-12-12 • فتوى رقم 25147
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي سؤال أود الإجابة عنه، وهو كما يلي:
امرأة متزوجة ومتدينة وصالحة ومخلصة لزوجهاعمرها 50 سنة، ولها 8 أبناء، وتكره الحرام، وخاصة الزنا، وفي هذه المدة الأخيرة استدرجها أشخاص، وزنت معهم في ظروف غامضة بإرادتها أو بغير إرادتها، بحيث كانت تمر باضطرابات نفسية كالقلق والغضب، وبعد هذا الفعل صارحت زوجها، وحكت له كل الذي وقع، مع العلم أنها امرأة أمية جاهلة، وعندما لامها زوجها على هذا الفعل، وغضب عليها غضباً شديداً، قالت له: مابك تغضب هكذا، وهل قامت القيامة؟ يعني وكأن الأمر هين، فما حكم الشرع في هذه القضية؟
وهل على الزوج أن ينتقم منها بالضرب أو السب أو الشتم أو يحبسها في البيت، أم يكظم غيظه، ويعفو عنها ويصبر، كما نحيطكم علما بأن هذه الكارثة سببت للزوج هما وغما وإهانة، حتى إنه أحيانا كان يتمنى الموت، وخاصة عندما يتذكر هذه الكارثة، ويتألم كثيرا لأنه كان يحب زوجته؟
إخوتي في الله أرجو منكم الجواب وفي أسرع وقت ممكن فأنا في انتظار الحل.
وجزاكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هذه الزوجة من أكبر المعاصي، وعليها الآن المبادرة إلى التوبة فوراً، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151]. لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، وينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها بالبعد عن أسباب المعصية، وكثرة التضرع إلى الله تعالى وطلب العفو منه.
ثم إن تأكد الزوج من صدق توبتها فلا مانع من إبقائها على عصمته وسترها ونسيان ما كان منها، وإلا فليفارقها من غير تشهير بها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.