2007-12-13 • فتوى رقم 25164
السلام عليكم
مشكلتي أبي كان يتحرش بي في طفولتي باللمس ورغبته برؤيتي عارية، وأمور أخرى أخجل من ذكرها, ولكنه لم يعتد علي, استمر الوضع حتى مراهقتي، وبعدها حتى تزوجت وهربت من الجحيم، مشكلتي أولا أني خائفة من عقاب الله لي، مع أني لم يكن لي ذنب, أم أنني مذنبة؟
ثانيا إني لا أستطيع مسامحة أبي أو محبته, أعامله باحترام، ولكن دون عواطف, بل أشعر أني أكرهه، أخاف غضب الله علي لذلك، ماذا أفعل؟
أنا لم أخبر أحدا بهذا الأمر، أبي لا يصلي, وأعرف أنه على علاقة بامرأة أخرى غير أمي, ويشرب الخمر أحيانا، ويشاهد الافلام الإباحية كثيرا.
ساعدني ارجوك، جزاك الله عني كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء إلى الله تعالى، ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئةً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيرهم، قال تعالى في حق الأبوين:(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).(العنكبوت:8)، أما مشاعرك القلبية فلا تحاسبين عليها، إن لم تظهريها، وبقيت حبيسة النفس.
_ ولا ذنب عليك فيما سبق إن شاء الله تعالى مادمت صغيرة لم تبلغي بعد، وعليك بنصح والدك بلين ولطف، وأوصيك بكثرة الدعاء له بالهداية والاستقامة وقتَ السحر في الثلث الأخير من الليل؛ فإنها ساعة إجابة إن شاء الله تعالى، أسأل الله تعالى له الهداية العاجلة، وأن يكسبك أجر التسبب فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.