2007-12-13 • فتوى رقم 25214
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
سؤالي هو:
لي أخت دائماً تشتمني، ولو قلت لها شىء أو سر بعد أن تحلف أجد أنها قد قالت هذا السر بشكل يدخلني في مشكلة، بعد أن تغير بعضاً من الموضوع لمصلاحتها، وتعمل جاهدة لتوقعني في مشكلة مع أمي بكلام كله كذب، وتظلمني بأشياء أنا لم أفعلها.
المهم أنا في كل مرة ينتهي الموضوع ونرجع لنفس الشيء، لغاية مرة قالت لي: من اليوم أنت في جهة وأنا في جهة أخرى، وفضلنا فترة أن لا نتكلم مع بعض، وبعد ذلك تصالحنا وانتى الموضوع.
رجعت مرة أخرى ودعت علي في رمضان، وأنا في جانب أمي، فقالت لي أمي: طوال ما أنا أدع لك بالخير لا تهتمي، وكان الموضع عادي، وبعده دعت علي مرة تانية في رمضان بكل حقد دعاء شديداً، وأنا كنت فيه مظلومة.
ومن ذلك اليوم ونحن لا نتكلم مع بعض لغاية اليوم.
أفضل أن أبتعد عنها تفادياً للمشاكل، مع العلم أن كل من حضر المشكلة يعلم أنها هى التي ظلمتني، المهم أمي تقول لي كلميها، وأنا لا أقدر لأن قلبي مجروح هذه المرة بشدة، ولكن لا أحمل عليها أي حقد، وأمام الله أعفو عنها، ولكن لا أستطيع أن أتكلم معها بعد الذي حصل.
فماذا حكم ذلك، هل أعمالي تتوقف أم ماذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لك أن تقاطعي أختك -على ما فعلته معك- لأن في ذلك قطع رحم، إضافة إلى أنه لا يحل لمسلم أن يهجر مسلماً أكثر من ثلاث ليال، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال, يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).
فعليك أن تصلي أختك، وتحسني إليها وإن أساءت لك، وذلك في الغالب يجعلها تنتبه لإساءتها وتعتذر منها.
لكن لك إذا أردت أن تقللي الصلة بها إن نصحتها ولم تستجب، لكن دون قطيعة للرحم.
وفقك الله تعالى لكل خير، وحسن أخلاق أختك، وأصلح فيما بينكم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.