2007-12-15 • فتوى رقم 25241
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى تسليم أما بعد:
فأنا أخ لأخت أكبرها بعامين، ولقد عرفت عن طريق الصدفة بان واحدة من صديقاتها تتكلم مع الفتيان عن طريق الهاتف، فحاولت نصحها ومخاطبتها لتقلع عن هذا الأمر، ولكنها طلبت مني أن أحلف بالله ويدي داخل المصحف بان لا أخبر أحدا عن اسمها، أو أنها تكلم الفتيان، فحلفت على هذا ولكني خفت على أختي من مصاحبة هذه الفتاة، فاخبرتها بطريقة غير مباشرة عن اسمها، وأنها تكلم الفتيان، وذلك عن طريق كتابة رسالة لها تحوي ما ذكرت، فلم أتكلم، ولكنني كتبت، فهل علي شيء يا شيخ وهل عارضت حلفي؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أنك حلفت أن لا تخبر أحدا، ثم كتبت لتخبر أختك، فقد حنثت، إذ الكتابة إخبار، فعليك كفارة يمين، وكفارة الحنث باليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة بعد الحنث باليمين هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير، والطعام عند إطلاقه يراد به الطعام الأساسي وهو القمح أو الشعير أو الأرز أو...، والمقدار هو نصف صاع من القمح أو صاع من غيره من الأجناس الأخرى لكل فقير، ومقدار الصاع 3.5 كغ، ومن أراد إخراج القيمة، أخرج ثمن 3.5 كغ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.