2007-12-16 • فتوى رقم 25300
أقسمت بالله عدة مرات في نفس المجلس أنني لن أدخل مواقع إباحية، وأنني لن أستمني مرة أخرى، ثم بعد فترة أقسمت مثل القسم الأول (عدة مرات في مجلس واحد) لكي أثبت نفسي، ولكن ضعفت، فاستمنيت ودخلت مواقع إباحية.
فما هو حكم هذا اليمين، وإن كان علي كفارة، فما هي، وكم مرة أكفر عن هذا القسم، أكفر مرتين؛ لأن كل قسم كان في مجلس، أم أكفر عن هذا اليمين أكثر لأنني أقسمت في كل مجلس أكثر من مرة، وأقسمت على شيأين (الأفلام الإباحية والاستمناء)؟
وهل إذا ضعفت مرة أخرى ودخلت هذه المواقع أو استمنيت أكفر عن هذا القسم كلما استمنيت أو دخلت هذه المواقع؟
شكراً، وجزيت الجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن كل أيمانك كانت على شيء واحد ولم تكفر عنها بعد، فيكفيك كفارة يمين واحدة عنها كلها.
والكفارة بعد الحنث باليمين هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
مع أن النظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
فعليك الآن التوبة إلى الله تعالى، ومجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقتك.
ثم إن كنت راض عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله عز وجل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.