2007-12-16 • فتوى رقم 25301
السلام عليكم
مشكلتي هي عدم الخلفة, وكلما سمعت واحدة من الأصدقاء أو الأقارب حامل يغيظني حالي وأبكي، رغم أني مؤمنة بالله وقدره، وأعلم أن هذا امتحان من الله سبحانه, لكن ما يصيبني: هل هو حسد، رغم أني لا أتمنى زوال النعمة لأحد، وهل علي ذنب، وكيف يمكن معالجة نفسي من هذا الغيظ؟
جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أولاً أن تعلمي أنه ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة سيخلقها الله تعالى إلا ستكون، وأن الأولاد نعمة من الله تعالى، وقد يكونون غير ذلك فيمنعهم عنا المولى تبارك وتعالى بحكمته، ومن قدر الله تعالى له الولد فسيرزقه إياه مهما كان، ولا يعني تأخر إنجاب امرأة أنها لن تنجب بعد ذلك، لكن (خلق الإنسان من عجل).
فعليك بدعاء الله تعالى مخلصة له الدعاء موقنة بالإجابة، فإن أجيب دعاؤك في الدنيا كما طلبت فبها، وإلا فعليك أن تعتقدي أن الله تعالى استجاب دعاءك بأفضل منه، إما في الدنيا بصرف مصائب عنك لا تعلم بها، أو في الآخرة بجنات عرضها السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186].
ثم لو اطلع أحدنا على الغيب لاختار الواقع، فرب ضارة نافعة، ولا يعلم الخير من الشر في الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالى.
وأوصيك بالإكثار من الاستغفار، قال سيدنا نوح عليه السلام كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح:10-12].
وأدعو معك الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة، وأن يرزقك السعادة في الدنيا والمقام العالي في الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.