2007-12-16 • فتوى رقم 25302
تقدم لي شخص، وتم قراءة الفاتحة، وكان إنسانا علي خلق، وكان متعلقا بي بدرجة كبيرة، لكني كنت غير سعيدة.
ثم تقدم لي شخص آخر عن طريق أخي، وهو لا يعرف أني مخطوبة، وجاء البيت وجلست معه بوجود الأهل، لأنهم أحسو أني غير سعيدة، وطلبوا مني الاختيار، ووقعت في حيرة شديدة فترة، وأنا أقابلهم في البيت، وكل واحد لا يعرف بوجود الثاني.
والآن أنا تزوجت الشخص الثاني، وأحس أني ظلمت خطيبي الأول ظلماً شديداً، وأخاف من القصاص يوم القيامة.
ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالخطبة على خطبة الغير محرمة، وقد أثمت أنت وأهلك بقبولكم لخطبة الآخر قبل أن تفسخوا خطبة الأول، كما ياثم الخاطب الثاني في ذلك إذا علم بالخطبة الأولى.
فكان عليكم إما أن تفسخوا خطبة الأول، وإما أن تمتنعوا عن قبول خطبة غيره، وذلك لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولا يخطب على خطبة أخيه) رواه البخاري ومسلم.
أما قبل موافقة الفتاة المخطوبة وأهلها فلا مانع من تقدم أكثر من شخص للفتاة، وللفتاة وأهلها عند ذلك أن يختاروا من الخطاب من يرونه مناسباً لهم ولابنتهم.
والآن عليكم أنت وأهلك التوبة إلى الله تعالى، مع الندم على ما سبق وصدر منكم، والإكثار من الاستغفار، وأسال الله تعالى أن يسامحكم.
وأسأل الله تعالى أن يعوض الخاطب الأول خيراً، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.