2007-12-17 • فتوى رقم 25379
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألت أحد العلماء الثقة والمشهود لهم بالفضل والعلم في الشام هذا السؤال:
أنوي العمرة هذا العام بإذن الله, ولقد درست بعضاً من الفقه المقارن, ولدي مشكلة أنني أعاني من كثرة الغازات، ولاحل طبي لهذه المشكلة، وأنا طبيبة، ولدى الصلاة أدافع الحدث كثيرا، وأنجح في معظم الأوقات، وأحيانا ينتقض وضوئي وأعود للوضوء ثانية، ولكن بكل الأحوال لا يستمر وضوئي فترة طويلة، حيث مجرد أن أقف أو أمشي ينتقض وضوئي.
وسؤالي: ماذا أفعل من أجل الطواف، إنني أظن أنني لا أستطيع أن أكمل شوطاً واحداً من الطواف بوضوء واحد، وتعلمون صعوبة تجديد الوضوء كثيراً هناك، كما أنني أعاني من كثرة في المفرزات، ولكن ليس بشدة الغازات, أعني أنني إن جددت وضوئي من أجل الغازات قد ينتقض بالسوائل المهبلية، وهذه تحتاج دخول الحمام مرة أخرى، إنني أظن أن الأمر شبه مستحيل بهذا الوضع.
وسؤالي: هل يمكن أن أعتبر نفسي دائمة حدث في الطواف فقط، أم أطوف ولا أجدد وضوئي وأذبح شاة، حيث إنني قرأت في المذهب الحنفي أنه يمكن أن يطوف الإنسان بدون وضوء ويذبح شاة.
أشيروا علي، فإنني في حيرة شديدة.
وجزاكم الله خيراً.
وكان جوابه:
تطوفين بعد الربط والحفاض؛ لأن الحنفية لا يشترطون الطهارة في الطواف، فاعتبري نفسك طاهرة، وأتمي الطواف دون إحراج أو مشقة، ولا داعي لتجديد الوضوء أو ذبح شاة، ولا تكليف بذلك حتى عند الحنفية، وادعي الله لي وللأمة بالفرج والنصر.
ما رأيكم في هذه الفتوى لو تكرمتم, لأنني لم أقرأ ذلك على المذهب الحنفي، فهل من سند لهذا الكلام, ثم ما رأيكم الخاص في حالتي هذه؟
أرجو الاهتمام؛ لأن هذه الحالة تجلب لي الكثير من الحرج والمشقة والاضطراب.
وجزاكم الله خيراً على كل ما تبذلوه لمساعدتنا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك -إذا أمكنك ذلك- أن تحتشي، بمعنى أن تضعي قطنة غليظة في فوهة المهبل كي تمنع نزول السوائل لمدة معينة، فلعل ذلك يكفيك مدة الطواف على الأقل؛ لأن السوائل إذا لم تظهر على فوهة المهبل لا ينتقض الوضوء بها، وأرجو أن يكون الحل المناسب في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.