2007-12-21 • فتوى رقم 25469
السلام عليكم
أنا من سوريا، إن نفسي الأمارة بالسوء أو الشيطان يوصلاني لمرحلة أن أتكلم والعياذ بالله بكلام لا يليق بجلال الله، والعياذ بالله، فما السبيل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تبذل كل جهدك أن تضبط لسانك، وتتذكر أن كل ما تلفظه مسجل ومحاسب عليه، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18].
وأذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري ومسلم.
وبما أخرجه الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال: (لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت) ثم قال: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل) قال: ثم تلا: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾ حتى بلغ ﴿يعملون﴾، ثم قال: (ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروته، وسنامه؟) قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: (كف عليك هذا)، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟! فقال: (ثكلتك أمك يا معاذ؛ وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم) أخرجه الترمذي وابن ماجه.
وإن وقع منك خلاف ذلك فعليك المسارعة إلى الاستغفار، والتوبة النصوح، مع العزم على عدم العود في المستقبل لمثل ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.