2007-12-25 • فتوى رقم 25519
بسم الله الرحمن الرحيم
يا شيخ: أنا عمري 25 سنة، ولدي حياة بأكملها، وأود أن يعرف الجميع بأن الله وضع لس خريطة حياتي، وأنا أسير فيها، وأعلم بأن الله يحبني ويحب الخير لي، ولا أطلب من الله الكثير، وهو الرزاق والوهاب، والدعاء أفضل شيء يفعله الإنسان بكل وقت في الفرح والحزن، وأنا أعلم بأن الله لن يتخلى عني ولا عن أي شخص، فالله خلق الحب وهو أعلم بهذه الأحاسيس.
ولكن يا شيخ: الناس لا تكف عن القول متى سوف تتزوج، ولماذا لا تخطب، وكأنني أنا السبب، ويضحكون ويقولون: عندما يأتي أحد لخطبتك وافقي، لو كان خمار أو ذو سمعه سيئة، وكأنني سلعة أو جارية، لماذا يقلن هذا الكلام، أليس حرام؟
سيدي: أريد أن أعيش حياتي، وأن أفعل ما أريد، ولكن أن لا أغضب الله ورسوله.
فيا شيخ: هل أنا ملومة على ما يقوله الناس، أو لماذا تأخر الخطاب لخطبتي، هل أنا السبب، فلو أتاني شخص جيد لوافقت، ولكن ماذا أفعل إذا لم يأت؟
قبل 3 سنوات تقدم لي شاب جيد، ولكن أهلي لم يوافقوا لأنني بالجامعة، ولم يعلموني إلا بالصدفة علمت، وبعدها تقريبا بسنتين تقدم لي شخص يكبرني بـ 10 أو 9 سنوات، وكان متزوج ولديه طفلة، وأنا رفضت الزواج لفارق السن، ولم أكن مستعدة للزواج رجل بفارق سن كبير، مع أنني طلبت النصيحة، فالأغلبيه لم يوافقوا، أما أمي وأبي كانوا يريدونه، أما ذاك الشاب الذي تقدم لي من قبل مع أني أردته، وكان شاب جيد، إلا أنهم رفضوا، أليس حرام ذلك؟
مع العلم بأن أمي وأبي طيبون معي، وأهلي جيدون، وأحبهم جميعهم، ولكن أسلوبهم لا أحبه.
أرجوك يا سيدي، ساعدني من فضلك.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا ينبغي للأهل حبس البنت عمن يتقدم لها من الخاطبين إذا توافر فيه الدين والخلق، لأنهما أصل كل شيء، لكن لا مانع من مراعاة العرف أيضاً إضافة إلى الدين والأخلاق، بأن يكون الشاب المتقدم لها ممن يناسب العائلة التي منها البنت، على أن لا يكون هناك تشدد في الموضوع، ولا تؤخر خطبة البنت لأشياء ليس لها قيمة في الشرع، حتى تكبر البنت أو لا يعود إليها من هم من أصحاب الدين والخلق، ممن كانوا يتقدمون إليها قبل ذلك.
وأرجو الآن أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، بما أنك وكما ذكرت ملتزمة بشرع الله تعالى، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:216].
ثم عليك بالانشغال بطاعة الله تعالى، والتضرع والدعاء إليه ليكشف عنك كربتك، وييسر لك أمرك.
وعليك بالإكثار من الصيام، فإنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم لك وجاء ووقاية من الوقوع فيما حرم الله.
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربك ويهيء لك الزوج الصالح، الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة.
وأن ينجب منك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة.
إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.