2007-12-26 • فتوى رقم 25553
هل يجوز للإبن أن يأخذ جاهه للزواج وطلب عروسة دون وجود والده الحقيقي؟
علما أن الابن يقول أن من رباني ليس أبي ولكن عمي وزوجته، وهذا صحيح بالفعل لكن الأب فعل ذلك عندما تزوج امرأة أخرى وابنه كان في عمر ستة سنوات.
طبعا كان الوالد هو الذي يمول ابنه بالمال ويعطي أخيه وزوجة أخيه أجرة التربية، وزوجة الأخ هي التي طلبت ذلك لأنها لا تنجب وليس لديها أولاد.
هل هذا عقوق للأولاد أولا؟ أم عقوق للأب؟
وجزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، ولذلك فإنني أنصح الولد بأن يحسن لأبيه قدر إمكانه ويحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق به ضرراً، وإلا كان مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدينً واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8)، وأندب الولد هنا إلى أن يشاور والده ويعلمه بأمر زواجه، ويضعه موضع التقدير والاحترام ففي ذلك رضا الله تعالى وسعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.