2007-12-26 • فتوى رقم 25573
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيخي الكريم أعاني من مشكلة تقلقني هي أنني تعرفت على فتاة وبعد فترة اكتشفت أنها مطلقة منذ فترة، ولديها طفل، ولكنني تابعت العلاقة معها، قد كنت وعدتها أنني سأخطبها، ولكنني بعد فترة بدأت أتردد، ولكنني كلما كلمتني أشعر بالقرب منها، وأقرر أنني أريدها، ووصلت معرفتنا ببعض إلى علاقات شبه عائلية مع أهها، وهي متعلقة بي كثيرا جدا،ولكنني الآن لا أريد هذه العلاقة لشعور داخلي، ولكنني أخاف أن تدعو علي لأنها مكسورة الخاطر باعتبارها مطلقة منذ صغرها، وأحتار كيف سأبلغها أنني لا أريدها، مع العلم أنني كنت أريدها في البداية، وأعرف أنني أخطأت بأن وعدتها بالخطبة، فهل إخباري لها بانني لا أريدها ارتكب خطأ، وآثم وإذا دعت علي هل يستجيب الله لها؟
أرجوك شيخي أنصحني.
جزاكم الله خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك الآن التوقف عن الاتصال بها، ولك (إن أردت) أن تتقدم لخطبتها والعقد عليها، وليس لك متابعة الحديث معها قبل ذلك، وأنصحك بصلاة الاستخارة ييسر الله لك بعدها ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، ( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضاً ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.