2007-12-29 • فتوى رقم 25671
أسعد الله أوقاتكم كل عام وأنتم بخير
أنا أؤمن بالله وأصلي وأصوم وأدفع الزكاة وأتصدق، ودائماً أتذكر الله في كل وقت وأخافة كثيراً, وكم أتخيل نفسي أني أقوم بالحج، وكم أحن لذلك، لكن المشكلة هي أني أقوم كل فترة والأخرى بفعل ذنب كبير لا أريد ذكره، بل أريدك أن تتخيل كم هو كبير ورهيب، وعندما أفعله أشعر بندم شديد جداً لدرجة أنني أشعر أن الذي يرميني على ذلك ليس أنا بل شئ شيطاني بداخلي، أو أنني مريض نفسياً، وكل مرة أقول أريد أن أتوب، لكن المشكلة أرجع ثانية له، فهل تقربي لله فيما ذكرت أعلاه يذهب هدراً، ولا يحسب لي مقابل هذا الذنب الكبير، الذي لا أتركه إلا وأعود له ثانية؟
وأعذرني لا أريد ذكره، تحياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، ثم إن باب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، أسأل الله تعالى أن يقبل توبتك وأن يكرمك بالاستقامة بعدها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.