2008-01-03 • فتوى رقم 25774
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
السؤال:
أنا تزوجت هذا الصيف، وبعد الزواج اكتشفت أن زوجتي لا تريد الحجاب، ولا تطيعني، ولا يخرج من فمها كلام طيب، وخلقت لي مشاكل مع أمي، وهي الأن تعيش مع أبوي في المغرب، وأنا الأن خائف من أنها عندما تأتي إلي أوروبا (حيث أعيش) من أن تتبدل، إني من يوم أن تزوجت، وأنا في المشاكل معها، وأنا الأن بدأت أفكر في الطلاق لأني بصراحة لم أعد احتمل.
أرجو جوابا على شكل نصيحة، جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأما الحجاب فلبس الحجاب واجبٌ على المرأة البالغة بالحيض أو بالسن العاقلة أمام الرجال الأجانب. وعليك أن تعلمها بما أوجبه الله سبحانه وتعالى عليها، وأنه سيحاسبها يوم القيامة إن لم تستجب لأمره، حاول جهدك إقناعها به علها تستجيب لك، وأكثر من نصيحتها ووعظها واغتنم لذلك أوقات الراحة ثم تدرج من ذلك النهي إلى الهجر، مع دعاء الله تعالى لها بالهداية، فإن استجابت لك فبها، وإلا فلك طلاقها، وربما يعوضك الله تعالى خيرا منها. وأسأل الله تعالى أن يعجل في هدايتها.
وأما عن بقية أخلاقها فعليك بالصبر على ذلك ما دمت قادراً على الصبر، ولا تحاول التفكير بالطلاق أبداً، لأنه لا مصلحة لأحدكما فيه، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها وتتحايل في تغيير ما هي فيه، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة.
وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلي كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خيرالزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.