2008-01-05 • فتوى رقم 25852
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا متزوجة ومعي ثلاثة أولاد وزوجي كان يعاملنى أفضل معاملة لأنني وفرت له كل وسائل الراحة والهدوء حتى أكمل تعليمه بعد الدبلوم 8 سنوات في معهد القراءات، ثم دخل كلية القرآن حتى وصل إلى الماجستير، ثم بعد ذلك اختفى من البيت ثلاثة أيام بحجة أنه ذاهب إلى صديقه ليأخذ منه مخطوطا ينفعه في تحضير الرسالة، ثم اكتشفت أنه ذهب إلى طليقته التي كانت قبلي وتزوجها، وأصبحت معاملته سيئة جداً، وكل كلامه معى كذب ونفاق ويقول لي أنت مهمتك عندي انتهت، أنا تزوجتك حتى أكمل تعليمي، وأصل إلى ما أنا فيه الآن؛ لأن طليقتي كانت غير صبورة علي حتى أدرس وأصل إلى هذه الدرجة، وأنا كرهته من الإهانة والسب والشتم، حتى أخرج من البيت ومن حياته كلها، ولكن أنا صبرت من أجل الأولاد، فهل على ذنب في العيشة معه، وأنا غير واثقة في أمانته علي أنا والأولاد،
ماذا أفعل معه، أستحلفكم بالله؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بالصبر على ذلك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه وتتحايلي في تغيير ما هو فيه، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، وخير الزوجين الذي يسامح أكثر لا من يحاسب، فإذا عجزت عن الصبر فلك طلب الطلاق بسبب الضرر أو الشقاق.
وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلي كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضاً، فإن خيرالزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر، أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكما، وأن يعيد إليكما الحياة السعيدة الرغيدة.
ولا يحل للرجل أن يشتم زوجته، ولا للمرأة أن تشتم زوجها،ولقد خالف زوجك هذا تعاليم الإسلام ووصايا نبيه صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم :(استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء) متفق عليه.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أخرجه الترمذي.
وقال:(بحسب امريءٍ مسلمٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم:(سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.