2008-01-05 • فتوى رقم 25857
بسم الله الرحمن الرحيم
أحد المجاهدين المتربصين للمحتل في فلسطين، كان متوضئ وهو يتربص للمحتل رأى أليات عسكرية للمحتل، فأراد ان يتوارى عن أعينهم، فحاول أن يزحف ويتدحرج حتى الوصول إلى منطقة أمنة، وهو يزحف ويتدحرج وصل إلى نقطة مياه صرف صحي يعني مياه تبطل الوضوء فزحف من عليها، فهل يبطل وضؤه ويرجع ليتوضأ من جديد ليمارس رباطه وتربصه للمحتل
ولخوفه أن يستشهد ويكون ملوث بمياه الصرف الصحي، أو يمارس جهاده ووضوءه ولا يذهب لأنه شي ليس بارادته، ولو أستشهد ليس عليه حرج.
وبارك الله فيك وجعل الجنه مدخلك والفردوس بيتك، والحمد لله رب العالمين أن من علينا بنعمة الإسلام العظيم والنعمة الكبرى نعمة الجهاد والرباط في سبيل الله على أرض فلسطين وسواحل الشام، وإنه جهاد لنصر أو استشهاد، أبلغك تحياتي وتحيات المجاهدين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فملاقاة النجاسة لا تبطل الوضوء، لكن لا تصح الصلاة مع وجود النجاسة على البدن أو الثوب أو في المكان الذي يصلى عليه، وللمجاهدين عند الضرورة (وبحسبها) أحكام أيسر وأسهل، ولا حرج في أن يستشهد وهو ملوث بهذه المياه إن كان لا يستطيع تطهير نفسه منها بسبب الجهاد، أسأل الله تعالى أن ينصر هذه الأمة ويخذل أعداءها، ويكون عوناً للمجاهدين، وكاسراً لشوكة المعتدين إنه سميع مجيب.
ووصيتي للمجاهدين أن يكون الهدف من جهادهم أن تكون كلمة الله هي العليا، روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ قَالَ: وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا، فَقَالَ: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))، وروى النسائي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:(( أَرَأَيْتَ رَجُلا غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا شَيْءَ لَهُ، فَأَعَادَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا شَيْءَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ))
وحاجتي من المجاهدين في سبيل الله تعالى أن يكونوا لي شفعاء عند الله تعالى في يوم أشد ما أكون فيه حاجة إلى هذه الشفاعة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.