2008-01-18 • فتوى رقم 26041
أنا فتاة عندي مشكلة كبيرة، وأرجو مساعدتي جزاكم الله خيراً، وسوف يكون لك أجر عند الله
وسوف تجزون على مساعدتي، ودلالتي على الهداية والتوبة.
أنا مخطوبة من شاب وسوف أتزوج بعد شهر ونصف، ولكنني فعلت شيئاً وأريد التوبة إلى الله والاستغفار ومعرفة حكم الدين، وما عليه فعله للاستغفار والتوبة وإرضاء الله إنني خائفة جداً. من يوم العرض على الله والحساب.
إنني شبه زانية والعياذ بالله إنني أخطات مع خطيبي الذي سوف أتزوج منه بعد قليل، وأريد أن أتوب إنه قبلني واحتضني ولمس جسمي، فأنا والعلم عند الله أرى نفسي زانية، وأريد الاستغفار، وأريد أن أعرف ما على فعله لإرضاء الله والتوبة، وأريد أن أعرف ما هو الحكم علي، هل أنا فعلاً زانية مع العلم أننا سوف نتزوج قريباً؟
وأنا الآن الحمد الله نويت التوبة إلى الله، وأن لا أكرر هذا ثانية، وقلت له هذا بالفعل، وأنا والحمد لله منذ فترة ربنا أنعم علي بنعمة اعتدالي في اللبس ولبست الاسدال، وأنا والحمد الله أقرأ القرآن وآخذ الآن دروسا في التجويد وحفظ القرآن وأستمع إلى برامجكم كلها، وبدأت أتابع جيداً البرامج الدينية والحمد لله لكنني أأموت من عذابي على ما فعلتة وخائفة جداً من الله وأريد ربنا يسامحني ويرضى عني لكي ربنا يكرمني في طريقي إلى التوبة؟
أرجو منك الرد علي سريعاً لأنني أتعذب، وأريد أن يسامحني ربنا وجزاك الله خيراً وسوف تؤجر عني خيراً بإذن الله أرجوك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً من أكبر المعاصي، وعليك التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأوصيك بعدم مقابلة هذا الخاطب قبل أن يتم العقد، فإذا عقد عليك فلك منه وله منك كل ما لزوج من زوجته، وأسأل الله لك الهداية والاستقامة عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.