2008-01-22 • فتوى رقم 26141
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سأسرد معاناة أب أستعصى عليه إيجاد حل، هذا الأب جعله حبه لأبنائه بضمهم جميعاً إلى جانبه وأسكانهم مع زوجاتهم في منزل واحد، مشاكل عائلية روتينية تحدث في كل العائلات والخلاف الناشب بين زوجة الابن الأكبر والأصغر ظن الجميع بأنها مسألة غيرة عابرة بين النساء، مع معرفتهم بالمثل أن زوجة الابن الأكبر عاقلة ومتفاهمة مع الجميع، وأستيقظت العائلة على فاجعة موت هذه الزوجة (أي زوجة الابن الأكبر) بصعقة كهربائية أكدتها زوجة الابن الاصغر، لكن الشرطة اكتشفت غير ذلك المرأة ماتت بطلقة نارية، ووجهت أصابع الاتهام إلى زوجة الابن الأصغر التي اعترفت بأنها مجرد حادثة إذ كانت تلعب بالبنذقية التي يحتقظ بها الأب ضمن مجموعة من الأسلحة التي قلما يحتاجها في مهنته كمالك أراضي تم حبسها مدة قصيرة وأطلق سراحها لأسباب مبهمة، طلب الأب من ابنه تطليقها لأنه لامكان لامرأة مثلها في عائلته بعد أن تركت أخاه أرملا، وأبنائه أيتاما، لكن ابنه لم يكترت ورحل مع زوجته من المنزل، وأنجب منها ولداً وبنتاً، لقد عق أباه وطالما عقه بدل المرة عشرة، وطبعه كان سيئاً مع الكل، وهذا الأب يريد أن يعرف هل يحرمه من الميراث؟ هل يعطيه المال ويطلب منه الرحيل إلى مكان بعيد؟
هل يتناسى كل شيء ويعيده إلى المنزل بسبب حفيديه، إنه محتار ولا يريد إغضاب الله عز وجل بفرار ربما يكون خاطئاً ويريد أن يتقاسم معكم سيدي مشكلته التي لا يجد لها حلاً.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأولى بهذا الأب أن لا يحرمه من الميراث ولا يبعده عنه؛ فذلك لن يزيده إلا بعداً عنه وعقوقاً منه له،
بل ليعامله بالحكمة واللطف واللين، قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، ولا شك أنه سيتغير إذا ما عومل بالحكمة واللطف بدل القوة والقسوة، أسأل الله تعالى أن يهدي الولد إلى بر أبيه، وأن يوفق الأب لأن يكون سبباً لابنه في بره هذا.
وأرجو من الأب أن يهون على نفسه، فربما حدث القتل خطأ كما ذكر، بل هو الراجح غالبا، وعندها تخف المصيبة، وبخاصة إذا كانت زوجةالابن الأصغر صالحة وتقية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.