2008-01-29 • فتوى رقم 26253
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
أنا فتاة مسلمة لي أخت أكبر مني سنا. مات زوجها وأمضت كل عمرها في الزنا
وقد تغيرت كتيرا، وهي الآن تقول عني كلاما لم يكن له أصل، كلام قبيح وخبيت، وأنا رغم ذلك أذهب وأصالحها رغم أنها هي الظالمة؛ لأن الله أوصى بالاخوة، وفي أيام العيد اتصلت بها على الهاتف لكنها لم ترد، وعندما علمت بانها عند أمي ذهبت من أجل أن أصالحها لكنها عندما علمت بقدومي دهبت لم تكن تريدني أن أصالها.
و شكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1) وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تستمري في صلة أختك ولو كان سبب القطيعة منها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثِ ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))، أخرجه البخاري.
وأبشرك بأنك ستزدادين من الله تعالى قربا كلما حاولت صلتها، وسيكون لك في ذلك أعظم الأجر إن شاء الله تعالى، ولا تكلفين أكثر من ذلك تجاهها، وسأل الله لك التوفيق، ولها الهداية والرشاد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.