2008-01-31 • فتوى رقم 26272
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا فتاة لدي أربع أخوات عمري 30 عاماً، وأكبر أخواتي 33 سنة، وأصغرنا 26 سنة والدي متوفى، وأمي مريضه بمرض مزمن منذ أن كنا أطفالا، وأنا لا أعرف أمي إلا مريضة وشخص مرضها (بالعته العضوي) أي فقدان الذاكرة، ولدي أخي الكبير صك ولاية عليها... ولا تعرف من أهلنا البعيديين إلا الأقارب شديدي القرب منها والناس القديميين الذين عايشوها أيام شبابها فقط...
أمي على مرضها ولكنها تعرف وتريد في قرارة نفسها ألا تزوجنا نحن البنات لا أعرف كيف؟ ولماذا؟
تقدم لأختي عريس فتم أخبار أمي عن ذلك ولم يتم تجاهلها رغم ماتعانيه، وعقد قران أختي، وعندما بدأت تجهز أغراض الزفاف أصبحت تحضر لأمي ما تشتري لتريها من باب البر، ولكن أمي عندما رأت الأغراض بدأت تسأل وتستفسر وكأنها تعلم لأول مرة، وأخذت تصرخ وتبكي وتدعو على أختي وعلى عريسها بعدم التوفيق وعلينا جميعا، لا نعرف ماذا حصل لها...، وفعلا بعد فتره بيسطة جداً طلقت أختي!
والآن مر على طلاق أختي تسعة أشهر وتقدم لها عريس، وعندما بدؤوا يمهدون لأمي قالت ما قالت سابقا وزادت أنا أبيكم عندي..
وهي ياشيخ تريد أن تزوج أخواني الشباب أما نحن فلا ..
سؤالي الآن: هل تقدم على هذا الزواج وتوافق حتى على عدم موافقت أمي لأن ظروفنا لا تسمح بان نصبر على ما نحن عليه من هم، أصغر منا تزوجوا وأنجبوا ...؟
أمنا ستظل في عيوننا مهما حصل، وهل دعواتها فعلاً مجابة حتى وهي مريضة هكذا... أرجوا الرد سريعاً للأهميه.
وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23]، ولابد أن يكرمكم الله تعالى ويأجركم على بر والدتكم، ويعوضكم عما أنتم فيه خيرا إن شاء الله تعالى، لذلك أنصحكم بمزيدٍ من البر واللين واللطف في معاملتها، لاسيما وأنها مريضة كما ذكرت، ولكم أن تتزوجوا وتعلموها بذلك بحكمة ولطف مع تجنب غضبها جهد الاستطاعة، فإن فعلتم ذلك فلن يصبكم دعاؤها إن شاء الله تعالى لأنه دعاء دون وجه حق، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.