2008-02-02 • فتوى رقم 26330
بعد التحية والسلام
إذا كان كل مذنب يغفر له كالزنا والسرقة وغيرها من الذنوب، فأنا أرى هنا تصريح بفعل هذه الذنوب ولو لمرة واحدة، ثم الرجوع عنه وطلب المغفرة، وطبعاً سيلجأ لربه لكي يطلب منه السماح والمغفرة؛ لأنه من الطبعي أنه سيكون نادماً على ما فعل، ولن يعود لهذا الذنب؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الإنسان ابتداءً أن يسأل الله تعالى أن يعصمه من الوقوع فيما حرمه الله، ويسعى لذلك في حياته، لكن إن زلت به قدمه يوماً إلى ذنب من الذنوب، وكل ابن آدم خطاء، كما أخرج الترمذي في الحديث عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، فإن زلت قدم امرئ يوماً ما لذنب من الذنوب فقد فتح الله تعالى له رحمة منه باب التوبة ليتوب نصوحاً فيغفر له ذنبه.
لكن ليس معنى هذا أن يرتكب الإنسان المعاصي ثم يقول: سأتوب بعدها فيغفر لي، فهذا من تسويل الشيطان ومكائده، إذ من يضمن له أن يبقى على قيد الحياة ليتوب وتقبل توبته، إذ قد يأخذه الموت على حين غرة وهو متلبس بالمعصية لم يتب منها، والعياذ بالله تعالى، قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.