2008-02-03 • فتوى رقم 26390
مرحباً
أريد أن أعرف عدة أشياء عن دينكم الإسلامي، وهل هو ضد المرأة كما يشاع؟
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنه ليس في الدنيا دين سمماوي أو تشريع وضعي يكرم المرأة مثل الإسلام، فقد منح الإسلام المرأة الأهلية مثل الرجل تماما بعد أن كانت محرومة منها في أكثر شرائع الأرض، أو محدودة الأهلية وللرجل عليها وصاية كما في بعض الشرائع إلى اليوم، وقد كلفها الله تعالى بالعبادات كالرجل، وأثابها عليها كالرجل أيضا، وهكذا في عامة الأحكام الشرعية التكليفية وفي الإثابة عليها.
إلا أن الإسلام راعى التكامل بين المرأة والرجل والفوارق الطبيعية بينهما، فأنزل بعض التكاليف عن كاهل الرجل، وأنزل بعض التكاليف عن كاهل المرأة بالتساوي من حيث الكم، ومع الفوارق من حيث الكيف، نظرا لطبيعة كل منهما، فأعفى المرأة من النفقة على زوجها وأولادها، كما أعفاها من النفقة على نفسها ما دامت متزوجة، بسبب ضعفها عن طلب الرزق، واشتغالها بتربية الأولاد، وأوجب على الزوج الإنفاق على الأسرة كلها وحده؛ لأنه الأقدر من المرأة على طلب الرزق، وجعل الحضانة للمرأة على أولادها بعد الفراق وانتهاء الزوجية ماداموا صغارا؛ لأنها الأقدر على تربيتهم، وأوجب على الأب الإنفاق عليهم عندها، وجعل الولاية للأب على أولاده الصغار وإن كانوا عند أمهم؛ لأنه الأقدر عليها.
وأما أنها ناقصة عقل ودين، فالمراد بنقصان العقل هنا نقصان الحزم والعزم عندها، لغلبة العاطفة فيها، وهو من الميزات في تربية الأولاد، ولكنه نوع ضعف في إثبات الحقوق، ولهذا قدمت على الرجل في الحضانة وميز الرجل عنها في أداء الشهادة، وأما نقصان دينها، فالمراد منه بيان ضعفها عن القيام بالصلاة والصوم أثناء حيضها، وهو من باب الحث لها كي تسارع إلى العبادة فور انتها الحيض، وليس المراد منه انتقاصها، وهكذا في كل الأحكام الأخرى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.