2008-02-03 • فتوى رقم 26411
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 24 سنة أدرس بالجامعة تقدم لخطبتي ابن عمي الذي لم يكمل دراسته الثانوية، وهو يشتغل بالتجارة، وكل من في عائلتي يشهد بأنه جد شاطر في مهنته, في الأول لم أوافق بسبب المستوى الدراسي, فحاول معي أبي وأمي لأنني لست من الفتيات التي يخرجن بكثرة أو لديها علاقات كيف ما كان نوعها، وأيضا كما تقول أمي الذي نعرفه أحسن من الذي لا نعرفه بالإضافة إلى أنه سيوفر لي كل ماتحتاجه أي عروس من مسكن ...إلخ, لكن المستوى الدراسي كان دائما يشكل لي عائقا, ورد عليهم أبي بالرفض من دون أن يذكر لهم السبب, وكنت دائما أطلب من الله أن لا يكرر طلب يدي حتى لا يخلق هذا الأمر حساسية بيننا لكن بعد إصرار ابن عمي على الزواج مني كرر طلبه, قلت مع نفسي ممكن أن هذا هو نصيبي لأنه في رمضان كنت أطلب من الله أن يرزقني شابا متدينا وخلوقا, فصليت صلاة الاستخارة لكنني رفضت مرة ثانية، وماكان إلا أن يكرر طلبه مرة ثالثة، وبعد تدخل من جدي المسن وافقت عليه.
وبعد مرور 3 شهور على خطبتنا لا أحس بأي شئ تجاهه وأحس أن كلامة ثقيل معي، وكما نقول بالعاميه ’بلدي’ لا أعرف هل سيظل معي هذا الشعور بعد الزواج فأنا جد خائفة.
سؤالي هو:
إذا لم أحب ابن عمي ولم أسعده بعد الزواج هل لي ذنب في ذلك؟
هل يشكل المستوى الدراسي عائق بين الزوجين؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرى أن عليك أن تستخيري الله تعالى في أمرك وتطلبي منه أن يختار لك ما فيه الخير فهو وحده علام الغيوب ففوضي الأمر إليه، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، ( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضاً ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى، وعليك أن لا تعقدي العقد معه قبل أن يقبله قلبك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.