2008-02-07 • فتوى رقم 26572
هل عدم الاستقرار في الرزق غضب من الله؟
حمدا لله فأنا مسلم يعرف حقوقه الدينية، ويحرص عليها مثل الصلاة وخاصة الفجر وكذلك الزكاة وخلافه.
ولكنني أعاني في 5 سنوات الأخيرة من عدم استقرار الرزق والقلق المستمر من انقطاعه.
لقد قرأت الكثير من فتواكم التي تقول إن الرزق مكتوب والدعاء لن يغير منه، فما هو الطريق لنيل رضا الله عني وعن رزقي؟
ملحوظة: أنا أعيش في بلد غير إسلامي وأمتلك بيتا بالقسط من البنك بعد أن حصلت على فتوى محلية بأن هذا مسموح به لعدم وجود بديل للسكن.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ وقوله ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، فلا أرى إعسارك في الرزق إلا لأخذك الربا المحرم، فعليك أن تسارع إلى التوبة النصوح، والمسارعة إلى التخلص من الربا كما سبق.
وعليك بعد ذلك أن تثق بفضل الله ورحمته وقبوله التوبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً وأكثر من الدعاء بما تحب منى سعة الرزق وغير ذلك، أسأل الله أن يكرمك بالتوبة النصوح وأن يعفو عنك، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.