2008-02-09 • فتوى رقم 26592
السلام عليكم
قد هداني الله تعالى منذ سنتين ولم أعد أستمع إلى الأغاني أو أشاهد الأفلام والمسلسلات لأني مقتنعة أن الوقت أثمن من أن نضيعه في تفاهات، وأن استثماره بتلاوة القرآن والاستماع لدروس الدين أهم وأمتع بالنسبة لي، ولكني أصبحت بالنسبة للكثيرين أعيش عصراً غير عصري، السؤال هو أن زوجي تلقى دعوة لحضور عرس زميله والعرس بصالة أفراح، ومختلط لأنه عائلي وبه فرقة للغناء، وكالعادة سيرقصن الفتيات ناهيك عن الملابس الفاضحة، الدعوة عائلية لكني رفضت أن أكون في مكان لا يرضي عنه الله، لكن زوجي يحاول إقناعي أنه ليس حراماً حيث إن الأفراح كلها صارت هكذا، وأننا لن نغير الكون، وأنا بالامتناع يعني أننا ننعزل عن الناس، وهذا ليس من الدين، أما رأيي فقلت له بإمكانك أن تزوره فيما بعد بهدية في منزله، أود أن أعلمكم أن العرس في مدينة غير التي نسكن بها، وتبعد 3 ساعات عنا بالسيارة، فبالله عليكم إن كان حضور العرس بالحال الذي ذكرت حلالاً أخبروني بفتواكم هل أنا متشددة حقاً ومتخلفة؟
السلام عليكم سيدي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحضور الأعراس إن وجدت فيها المحرمات محرم، ومن المحرمات الاختلاط بين الرجال والنساء، أو كشف العورات أو الغناء المحرم، أو الموسيقى...، فبما أن العرس الذي دعيتم إليه ترتكب فيه المحرمات كما ذكرت، فيحرم عليكم حضوره، وعليك أن تقنعي زوجك بذلك بلطف وحكمة، ورضا الله تعالى أولى من رضا المخلوقين، ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله تعالى خيراً منه.
هل صحيح إذا جاء للشابة خطيب وسألها أبوها، هل تريدين الزواج منه وقالت له نعم أريد الزواج منه يكون زواجها باطلاً.
ولا عبرة بتعارف الناس على المعاصي وإقامتهم عليها فكل مسؤول عن نفسه، روى الترمذي في السنن عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(( لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا))
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.