2008-02-09 • فتوى رقم 26617
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: بالنسبة لسجود التلاوة؛ هل نقول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات، ثم نقول بعدها دعاء سجدة التلاوة، أم نكتفي بالدعاء فقط؟
وجزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن يسجد للتّلاوة إن قال في سجوده للتّلاوة ما يقوله في سجود الصّلاة جاز وكان حسناً، وسواء فيه التّسبيح والدّعاء.
ويستحبّ أن يقول في سجوده ما روت عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول في سجود القرآن: سجد وجهي للّذي خلقه وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوّته» أخرجه الترمذي.
وإن قال: اللّهمّ اكتب لي بها عندك أجراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع عنّي بها وزراً، واقبلها منّي كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام فهو حسن، لما روى ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما قال: «جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه: إنّي رأيتني اللّيلة وأنا نائم كأنّي أصلّي خلف شجرة فسجدت، فسجدت الشّجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول: اللّهمّ اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عنّي بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبّلها منّي كما تقبّلتها من عبدك داود، قال ابن عبّاس: فقرأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم سجدةً ثمّ سجد فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما أخبره الرّجل عن قول الشّجرة» أخرجه الترمذي.
ونقل عن الشّافعيّ أنّ اختياره أن يقول السّاجد في سجود التّلاوة: «سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً» قال النّوويّ: وظاهر القرآن يقتضي مدح هذا فهو حسن.
وقال المتولّي وغيره من الشّافعيّة: ويسنّ أن يدعو بعد التّسبيح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.