2008-02-10 • فتوى رقم 26651
شيخنا الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد:
ما حكم السترة في الصلاة، هل هي واجبة، كما أنني صليت خلف أئمة وهم يضعون سترة أمامهم في المحراب، حتى أن البعض يأمر يأن يضع كل مصلي سترة أمامه، كيف يكون دلك لجميع المصلين يمسجد واحد؟
أفيدوني، جزاكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيسنّ للمصلّي إذا كان منفرداً أو إماماً أن يتّخذ أمامه سترةً تمنع المرور بين يديه، وتمكّنه من الخشوع في أفعال الصّلاة، وذلك لما ورد عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلّى أحدكم فليصلّ إلى سترة، وليدن منها، ولا يدع أحداً يمرّ بين يديه» أخرجه ابن ماجه.
وهذا يشمل السّفر والحضر، كما يشمل الفرض والنّفل.
والمقصود منها كفّ بصر المصلّي عمّا وراءها، وجمع الخاطر بربط خياله كي لا ينتشر، ومنع المارّ كي لا يرتكب الإثم بالمرور بين يديه.
والأمر في الحديث للاستحباب لا للوجوب.
ويستحبّ ذلك للإمام والمنفرد إذا ظنّ مروراً بين يديه، وإلاّ فلا تسنّ السّترة لهما.
أمّا المأموم فلا يستحبّ له اتّخاذ السّترة؛ لأنّ سترة الإمام سترة لمن خلفه، أو لأنّ الإمام سترة له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.