2008-02-12 • فتوى رقم 26693
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الاحتياج للحب حرام؟
مع ملاحظة أن هذا الاحتياج احتياج عاطفي، وليس احتياج جسدي، وإن كان حلالا، فكيف أصبر نفسي على عدم وجوده؟
أرجو النصيحة، والدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فحب الله تعالى ورسوله أرقى درجات الحب، وهو خالص الإيمان، والحب بين الولد وأبويه من أجمل الجميل، وكذلك بين الزوج وزوجته، وأعلى الحب هو حب الله تعالى ورسوله والمؤمنين.
والحب بين أفراد الجنس الواحد لا مانع منه، ما لم يترتب عليه محرم، على أن أعلى الحب هو الحب في الله، وهو أن تحبي الغير لأنه مطيع لله تعالى، وأن تنصحيه بذلك وتذكريه على الدوام، وتبغضيه كذلك إن عصى الله تعالى ولم يرتدع بنصيحتك.
أما الحب بين الجنسين الأجنبيين عن بعضهما فإنه ممنوع شرعا لما يترتب عليه من المفاسد، إلا أن يكون بيينهما زواج أو كانوا من المحارم.
وعلى كل حال فالحب الذي يفرض نفسه على القلب من غير صنع صاحبه ولا يترتب عليه منكر هو الذي لا يؤاخذ الإنسان به، وأما الحب الذي يتسبب هو فيه بالنظر والتأمل وأحلام اليقظة وغير ذلك فالإسان مسؤول عنه على قدر اختياره فيه، ثم إن الإغراق في هذه الأمور قد يؤدي إلى الخلل في التصرفات، فلا ينبغي الغوص فيه بالإرادة الحرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.