2008-02-12 • فتوى رقم 26745
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل:
هل قراءة المرأة للقرآن "جهرا" أثناء الصلاة دون الحفاظ على قواعد القرآن فيه إثم، أم يمكنها الاستمرار بقراءته جهرا إلى أن تتعلم ولا إثم عليها؟
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في الجهر للمرأة في الصلاة:
فذهب أكثر الشّافعيّة والحنابلة في قول إلى أنّ المرأة إن كانت خالية أو بحضرة نساء أو رجال محارم جهرت بالقراءة في الصلاة الجهرية دون جهر الرجال، وإن صلّت بحضرة أجنبيّ أسرّت.
ويرى المالكيّة كراهة الجهر بالقراءة للمرأة في الصّلاة، وصرّحوا بأنّه يجب عليها إن كانت بحضرة أجانب يخشون من علوّ صوتها الفتنة إسماعها نفسها فقط.
ويؤخذ من عبارات فقهاء الحنفيّة –وهو وجه عند الشّافعيّة، وقول آخر عند الحنابلة- أنّ المرأة تسرّ مطلقاً، قال ابن الهمام: لو قيل إذا جهرت بالقراءة في الصّلاة فسدت كان متّجها. وهذا هو أحد الوجهين عند الشّافعيّة.
هذا كله في الصلوات الجهرية أما الصلوات السرية فلا تجهر بها قولاً واحداً.
ومن الأفضل مراعاة أحكام التجويد أثناء قراءة القرآن للعالم بها، ولا يضر جاهلها شيء طالما أن أصل القراءة صحيح لغويا، لكن لو كانت قراءته بالتجويد كان أفضل وأجزل في المثوبة إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.