2008-02-12 • فتوى رقم 26748
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة تحصلت على قرض من البنك وساءت أحوالي المادية وبت مهدده بدخول السجن ولمجابهة ذلك تحصلت على عقد عمل بالكويت مع تكفلهم بجميع المصاريف، ماذا أفعل؟
دلوني رحمكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
وعليك بعد ذلك أن تثقي بفضل الله ورحمته وقبوله التوبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وبعد أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا وتتخلصي من القرض الربوي وتحرصي على تقوى الله تعالى فإن الله تعالى سييسر _أمرك ولا شك_ وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
ولا مانع من أن تعملي في الكويت أو غيرها من بلدان الإسلام إذا كان العمل حلالا، ولكن لا تسافري إلا مع زوج أو محرم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.