2008-02-13 • فتوى رقم 26761
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل على زوجي التكفل برعاية أمه وأخواته في حالة غياب والده، فنحن عراقيون مهاجرون، ووالده بقي في البلد وقد تخلى عن مسوؤليتهم بالكامل، ولكنهم لديهم وظائفهم الخاصة يعني لديهم مصدر رزق، ولكن يستمرون بالضغط علينا، فهل نستطيع تركهم (أقصد أنا وزوجي وأولادي) والانفصال عنهم، مع العلم أنهم نساء بدون ذكر، فهل ذلك حرام؛ فإنها مشكلة لدينا فنحن لا نستطيع تكوين مبلغ محترم في البنك للمستقبل بسببهم، وكل دخلنا الشهري ينفذ مع نهاية الشهر فلو كنا وحدنا لما احتجنا إلى كل هذه المصاريف؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كانوا في حاجة إلى زوجك فعلاً فعليه أن لا يتركهم بل عليه أن يصلهم بقضاء حوائجهم وتأمين مستلزمات عيشهم، وعليه أن لا يتثاقل من ذلك أو يتقاعس، فالله تعالى سيعوضه عن اهتمامه بهم أضعاف ما يبذله في الدنيا قبل الآخرة، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، بل إنها _والله_ لفرصة _لو اغتنمها_ للتقرب من الله تعالى، واستزال الرحمة منه، وابتغاءِ فضله تعالى في تيسير الأمور وقضاء الحوائج، وتلقي العون من الله تعالى...، قال النبي صلى الله عليه وسلم " من سره أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه " أحمد " ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه " متفق عليه " " ينسأ له في أثره أي يؤخر له في أجله وعمره "فأعيني زوجك وساعديه على صلة أهله وبرهم فإن ذلك سبب لسعادتك وزوجك، وسبب للبركة في حياتكما إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.