2008-02-15 • فتوى رقم 26831
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز أن تقول امرأة عن رجل أجنبي عنها أنها تحبه في الله دون مسمع منه، سواء كان ذلك في سرها أو عند غير من تصرح بحبها له لله، والعكس بالنسبة للرجل؟
أقصد من كلامي: حب المشايخ، وذوي الأخلاق الحميدة، والذي يكون فيه حبا خالصا لله، دون وجود أدنى مصلحة تذكر.
وبالله التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحب في الله جل وعلا من أوثق عرى الإيمان، ويجد به العبد حلاوة الإيمان، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) أخرجه البخاري ومسلم.
ولقد حث الشارع الحكيم على إعلام المرء من يحبه في الله جل وعلا بذلك، فقد أخرج أبو داود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه).
وهو خاص للرجال مع الرجال، والنساء مع النساء، وأما بين الرجال والنساء فيكون من طريق العموم، أن المؤمن يحب جميع المؤمنات، والمرأة تحب جميع المؤمنين الطائعين، وأما التخصيص فإنه ممنوع شرعاُ بين غير الزوجين والمحارم، بل إن التعبير عن ذلك بين الجنسين الأجنبيين عن بعضهما من خطوات الشيطان التي أمر الله عز وجل بالابتعاد عنها فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ [النور:21].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.