2008-02-16 • فتوى رقم 26895
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شيخنا الكريم: تزوجت منذ عامين ونصف، ولم يأذن الله بعد بالإنجاب، وبعد مراجعة الطبيب وجدت بعض المشكلات من حيث ارتفاع نسبة الحيوانات المنوية المشوهة، وأخذت العلاج.
فهل تنصحني بفعل أو دعاء معين أتقرب به إلى الله في هذا الأمر بالذات؟
وأسألك الدعاء شيخنا الكريم.
مع خالص الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أولاً أن تعلم أنه ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة سيخلقهاالله تعالى إلا ستكون، وأن الأولاد نعمة من الله تعالى، وقد يكونون غير ذلك فيمنعهم عنا المولى تبارك وتعالى بحكمته، ومن قدر الله تعالى له الولد فسيرزقه إياه مهما كان، ولا يعني تأخر حصول الولد أنه لن يحصل بعد ذلك، لكن (خلق الإنسان من عجل).
فعليك مع العلاج الطبي دعاء الله تعالى مخلصاً له الدعاء موقناً بالإجابة، فإن أجيب دعاؤك في الدنيا كما طلبت فبها، وإلا فعليك أن تعتقد أن الله تعالى استجاب دعاءك بأفضل منه، إما في الدنيا بصرف مصائب عنك لا تعلم بها، أو في الآخرة بجنات عرضها السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186].
ثم لو اطلع أحدنا على الغيب لاختار الواقع، فرب ضارة نافعة، ولا يعلم الخير من الشر في الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالى.
وأوصيك بالإكثار من الاستغفار، قال سيدنا نوح عليه السلام كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح:10-12].
وأدعو معك الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة، وأن يرزقك السعادة في الدنيا والمقام العالي في الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.