2008-02-19 • فتوى رقم 26931
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فسؤالي هو لدي ابنة عم لا أطيقها لا تعجبني حركاتها فهي غامضة في حياتها تقول بانها متزوجة، ولكن زوجها ليس دائما معها فهي تذهب إلى أي مكان لوحدها حتى فرنسا، زوجها في بلد وهي في بلد تسعى لمخالطة عائلة زوجي لتشنج لي أعصابي، فطلبت من زوجي بان يبتعد عنها وبان لا يكلمها ولا يخالطها من الأصل، ولا أريدها أن تزورني في بيتي، فهل هذا يسمى قطع الرحم إن قلت لعائلتي بان يقطعونها فهي من العائلة وليست بقريبة جدا، وإنما من عائلة واحدة بالاحرى ابنة عم لأب زوجي؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ») النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصلي رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وصلة الرحم لا تبرر ارتكاب المحرمات، فلا يجوز للرجال غير المحارم أن يختلطوا بالنساء، وابنة العم أجنبية عن زوجك فليس له أن يختلط بها ولا أن تظهر أمامه دون حجاب ولا أن يختلي بها، فالواجب عليك أن تنبهي إلى حرمة الاختلاط مع الرجال الأجانب، ولتبق علاقتك _إن شئت_ معها رسمية في حدودها الدنيا تجنبا لأذاها دون القطيعة التامة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.