2008-02-19 • فتوى رقم 26971
أشعر بعض الأحيان بأن لدي بعض الحسد، أو الكبر، وأنا لا أحب أن يكون هذا الشعور لدي، فماذا علي أن أفعل؟
وجزاك الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحسد المذموم هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهو منهي عنه شرعاً، ويزول بالغبطة وهي أن يتمنى الإنسان مثل ما عند الغير من نعمة، ويسأل الله تعالى ذلك، دون أن يتمنى زوال هذه النعمة عن الغير.
فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين، رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل).
ثم إنه هناك عدة وسائل لدفع الكبر عن القلب، منها: أن يعلم ويستشعر من يحصل له الكبر أن هذا الداء مهلك لصاحبه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر). أخرجه مسلم.
ومنها: تذكر عظمة الله تعالى وأن الكبرياء من صفاته، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار). أخرجه مسلم.
وفي المقابل تذكر ضعف الإنسان وفقره وحاجة وقلة حيلته، فعلام يتكبر؟!
ومن أسباب علاج الكبر قراءة سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإن فيها من العبر الشيء الكثير، والتأمل حاله في انتصاره على أعدائه، وتعامله مع أصحابه حين يخطئون ونحو ذلك، مع الإكثار من زيارة المرضى ورؤية أهل البلاء، فإنها تكسر القلب وتكسب التواضع.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.